في لقاء نظمه ملتقى فلسطين الثقافي بدار الشروق
الموسيقى في أعمال جبرا لسمير حاج

رام الله – الحياة الثقافية - " الحديث عن جبرا إبراهيم جبرا فيه موسيقى بحد ذاته، فجبرا الذي رفع الرواية العربية الى مصاف العالمية هو امتداد حضارات وثقافات في شخص واحد، ولا يمكن الحديث عن الادب الفلسطيني والعربي دون الحديث عن جبرا قاصا ومترجما وروائيا وشاعرا وناقدا". بهذه الكلمات استهل الكاتب سمير الحاج حديثه في قاعة مكتبة الشروق بمدينة رام الله في أمسية نظمها ملتقى فلسطين الثقافي عن كتاب " جبرا والموسيقى" للكاتب سمير الحاج تقديم د. إبراهيم أبوهشهش. الذي قدم السيرة الذاتية للكاتب ونبذة عن أعماله.
جبرا الموزع بالمرايا – كما قال سمير الحاج- كان مسكونا بالموسيقى لدرجة انه تمنى لو تخلى عن كل ما كتب مقابل لوحة موسيقية لـ"باخ" الذي كان مجنونا به حتى النخاع.
واعتبر ان جبرا من الرواد الذين استخدموا الموسيقى في العمل الروائي والقصصي وقدم عدة روايات وأعمالا لجبرا توضح هذا الاستخدام كرواية السفينة الصادرة عام 1970، ومجموعته القصصية الأولى " عرق وقصص أخرى"  . ورأى الحاج أن جبرا وظف الموسيقى في أعماله منذ العام 1946.
وظيفة الموسيقى
ويسترسل الحاج في حديثه شارحا أن للموسيقى عند جبرا وظيفتين، نبش الذاكرة فحين تستمع إحدى شخصياته للموسيقى تبدأ بسيل من الارتجاعات أو " الفلاش باك" والعودة إلى الماضي الجميل أو المأساوي كالنكبة الفلسطينية، وهي تعيد الشخصية إلى ماضيها والقها، كما أنها تضفي معلومات ومعرفية على شخصياته، والموسيقى لديه رمز للخلود.
الموسيقى وحلم العودة
ومن دلالات توظيف الموسيقى عند جبرا فهي مقرونة بحلم العودة لدى شخصية الفلسطيني في روايته وهي أيضا وظيفة تخديرية ، فهي ما يساعد الفلسطيني على العيش في الغربة وتخفف آلامها، كشخصية وديع في رواية السفينة الذي قال في أحد المقاطع الحوارية " الموسيقى حشيشتي وأنا مدمن عليها".
صيادون في شارع ضيق
وذهب جبرا في توظيفه للموسيقى للتعبير عن هوية الشخص عبر الموسيقى ففي جنازة أحد شخصياته الأغنياء تكون على اللحن الجنائزي " المارش" بينما في جنازة الفقراء لا يأتي على ذكر الموسيقى في إشارة منه إلى الهوية الطبقية لهذا الشخص، وعمل في " رواية صيادون في شارع ضيق" إلى استخدام الموسيقى كومضة للتدليل على ما سيحدث بعد، فكانت الموسيقى تعريف بالفكرة القادمة.
ويذكر الحاج أن التشابه بين شخصية الفلسطيني القادم من القدس أو بيت لحم والمولع بالموسيقى ذي الثقافة الغربية والموسوعية في روايات جبرا إنما هي انشطار لجزء منه وكأنه يتحدث عن نفسه. 
وفي الحديث عن المأساة الفلسطينية عند جبرا رأى الحاج أن لا يمكن لكاتب كتابة عمل مرتبط بالجذور وبالأصالة دون التطرق لمآسي شعبه وأفراحه، حتى يكتب لهذا العمل البقاء.